مدبولي: نجحت مصر بجهود أبنائها في دحر فيروس الالتهاب الكبدي "سي" الذي كبد المجتمع المصري خسائر فادحة
أقامت مصر احتفالية بمنطقة اهرامات الجيزة بمناسبة تسلم شهادة المستوى الذهبي كأول بلد يبلغ هذا المستوى على مسار القضاء على التهاب الكبد الوبائي "سي".
وفي هذه المناسبة ألقى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء كلمة قال فيها: أَقِفُ بينكم اليوم أَمام هذه الأهرامات الشامخة التي تظلُّ شاهدة على تاريخ هذه الأمة وعظمة شعبها، مُضيفًا أنه كما شَهِدَتْ هذه الأهرامات العديد من الأحداث الفارقة في التاريخ، تشهد اليوم حدثاً تاريخياً آخر سيُنْقَشُ في ذاكرة التاريخ المصري كالنقوش الهيروغليفية في معابدنا العظيمة.
وتابع: نَسْطُر اليوم إِنجازاً طِبيا حققته مصر، تعبر به إلى آفاق جديدة لتوفير الصحة وجودة الحياة لشعبنا العظيم، فقد نجحت مصر بجهود أبنائها المخلصين في دحر فيروس الالتهاب الكبدي "سي"، الذي لطالما عانت منه الأسر المصرية وكبَّد المجتمع المصري خسائر فادحة على مر العقود السابقة.
وأضاف: ها نحن اليوم، بعد مُرور ٣٤ عاماً على اكتشاف هذا المرض، الذي أَصاب قُرابة ٧٠ مليون إنسان على وجه الارض، نُعلن من مصر، ومن أَمام الأهرامات، أَنَّ طريق القضاء عليه أصبح مُمهدا، وأَن مِصْرَ قد أعادت كتابة التاريخ، وَسطَرت بِأحرفَ من نور، كيفية التغلب على هذا المرض الذي يُشكل تهديدا لصحة الإنسان.
وأوضح رئيس الوزراء أن الجهود المصرية التي بُذلت خلال العقدين الماضيين، قد تُوجت اليوم بإعلان منظمة الصحة العالمية نجاح المسار المصري نحو القضاء على فيروس "سي"، والذي لم يَخلُ بيت مصري من ضحاياه.
وأكد أن الحكومات المصرية المتتابعة لم تَأل جُهدا في توفير مختلف مقومات مكافحة المرض، حتى كانت الكلمة الاخيرة التي سطرها الشعب المصري العظيم وقيادته الرشيدة بِإطلاق مُبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس "سي" في أكتوبر ٢٠١٨، لِتُمثل حَجَر الزاوية في مواجهة الفيروس والقضاء عليه.
وأشار إلى أن مختلف قطاعات الدولة المعنية شاركت في التمهيد والاعداد لتلك المبادرة التاريخية والتي تُعتبر الأكبر في التاريخ الانساني، ولم تدخر الدولة جُهدًا في تسخير كل مقومات النجاح التي قادتها السواعد المصرية بكفاءة ونجاح.
وقال رئيس الوزراء إنّ الخبرات المصرية في القضاء على فيروس سي، لم تكن لتحدث لولا الارادة المصرية الصلبة والعزيمة التي لا تلين والهدف الذي وضعناه جميعا نُصب أعيننا وبعد أن كانت مصر تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث مُعدل الإصابات بالمرض، مضيفًا: ها نحن اليوم نشهد اعتلاء مصر لمكانة عالمية بالنجاح في مسار القضاء على الفيروس بمرتبة ذهبية استحقتها عن جدارة واستحقاق.
وتابع أن خبرات العقول المصرية التي ساهمت في التغلب على هذا الوباء الفتاك، تقف على أُهبة الاستعداد لمساعدة دول العالم في استنساخ تلك التجربة غير المسبوقة، مؤكدًا التزام الحكومة الكامل بالحفاظ على هذا الإنجاز وضمان استدامته بكافة السبل، وأن تستمر الجهود الوطنية للحفاظ على ما وصلنا له من إنجاز عالمي والبناء عليه لضمان تحسين المؤشرات الصحية للمصريين.
وتوجه الدكتور مصطفى مدبولي بخالص الشكر لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي تبنى هذه المبادرة ودعمها، وتابع تنفيذها، حتى كُتب لها النجاح، وأصبحت حديث العالم أجمع، وبفضل هذه المبادرة الرئاسية، تخلّص المصريون من وباء فتَّاك، أحزن الكثير من الأسر المصرية.
كما تقدم بالشكر لوزارة الصحة والسكان وجميع العاملين بها، على جهودهم الحثيثة التي حققت هذا النجاح، وجميع شركاء العمل والجهد والإصرار الذين ساهموا في صناعة هذا الإنجاز بمن في ذلك أربعة وزراء صحة تشرفت بزمالتهم في مجلس الوزراء وهم الدكتور عادل العدوي والدكتور احمد عماد، رحمه الله، والدكتورة هالة زايد والدكتور خالد عبدالغفار، وجميع الزملاء على مستوى الوزارات المختلفة أو المؤسسات الدولية التي دعمت وشاركت في صناعة هذا الإنجاز التاريخي.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالإشارة إلى كلمة الباحث الأمريكي "هارفي ألتر"، وهو واحد من ثلاثة حصلوا على جائزة نوبل في الطب عام 2020 لإسهاماتهم في اكتشاف وعلاج فيروس "سي"، حيث قال "إنه لم يكن يتخيل أنْ يرى هذا الإنجاز في حياته"، في إشارة إلى إمكان القضاء على هذا الفيروس اللعين.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء أن هذا يجعلنا دومًا متسلحين بالأمل في مواجهة الأمراض الأخرى التي أرهقت العلماء حول العالم في محاولة لاكتشاف أدوية ناجعة لها.
وخلال الاحتفالية، توجه مدير عام منظمة الصحة العالمية بالتهنئة لمصر لحصولها على المستوى الذهبي في مسار القضاء على فيروس سي، مشيرا إلى ان التزام الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية ، واهتمامه بهذا الملف كان أحد العوامل وراء نجاح جهود القضاء على فيروس سي.
وأشار إلى أن نجاح مصر في هذا الملف يعطينا جميعا الأمل في القضاء على هذا الوباء الفتاك حول العالم.